news-details

الشيوعيّ الذي يتأمّل حياته من قمّة "الجرمق": محمّد نفاع يصدر الكتاب الأول من سيرته

باقتباس من دستويفسكي نصّه التالي: ( لا بدّ أن يكون المرءُ حقيرًا في شدّة افتتانه بنفسه حتّى يتحدّث عنها بغير حياء ولا خجل) يستهلّ الأديب الفلسطيني الكبير محمّد  نفّاع الكتاب الأول من رباعيّة سيرته الذاتية   (جبال الريح: شذرات من سيرة ومذكّرات). ورغم التحفّظ الذي يبديه الاقتباس ويشير اليه، بالنسبة لكاتب ارتبطت خياراته الفكرية والنضالية واعماله السردية بالبسطاء وهمومهم واحلامهم ، فإنّ قراءة متأنية لجديد الكاتب محمد نفاع يثبت أنه تحدّث عن نفسه بلا مواربة، واعيًا للمتطلبات الفنية والجمالية التي على السيرة الذاتية ان تجيب عنها، وهو ما جعل الناقد البروفيسور ابراهيم طه، رئيس قسم اللغة العربية وآدابها الاسبق في جامعة حيفا يرى في "جبال الريح" ( أكثر التجارب مراعاة لقواعد السيرة وانضباطًا بأصولها وضوابطها، حتى أنها تبدو، بمقدار ما يمكننا الحكم في هذه المرحلة المبكّرة، أنضج سيرة ذاتية نُشرت في بلادنا حتى الآن)".

 

ويبدأ نفّاع في كتابه الجديد منذ مطلع ثلاثينات القرن العشرين حيث ولد في قرية بين جن على سفح جبل الجرمق في شمال فلسطين، مستهلاً سيرته بفصل عن عودة والده بعد اغتراب 26 عاما في الارجنتين ، جريًا على عادة كثير من شبّان تلك الفترة الذين آثروا الهجرة الى "العالم الجديد" بحثًا عن مصير افضل وهربًا من التجنيد في السفربرلك  في اواخر ايام الخلافة العثمانية. وعبر سنوات طفولته الاولى ينتقل الكاتب ليقدّم صورة لإيقاع حياة جزء مهم وأساسيّ من اهل الجليل، في علاقاتهم الاجتماعية وطقوسهم ،كما يعرض بوعي الطفل الذي كانه للظروف التي سبقت النكبة عام 1948 ، ويستعيد، عبر مرويّات والده وأقرانه، دور ذلك الجزء من اهل الجليل في مقاومة احتلال القرى والبلدات الفلسطينية، وصولاً الى زلزال النكبة وتأثيرها على نسيج المجتمع الفلسطيني. 

 

الجدير بالذكر أن "طفولة في ظل الجرمق" هو الجزء الأول من رباعية السيرة التي سمّها نفّاع (جبال الريح: شذرات من سيرة ومذكّرات) صدر هذا الأسبوع عن دار راية للنشر في حيفا، ومن المخطط أن تصدر اجزاؤها تباعًا  لحين اكتمالها.  وسيقوم الكاتب بتوقيع كتابه الجديد في سلسلة من الأمسيات يعلن عنها قريبًا. 

 

يذكر أن الأديب محمد نفاع يعدّ أحد العلامات الأساسية في القصّة الفلسطينية القصيرة، أصدر العديد من المجموعات القصصية، أهمّها " أصيلة" /1975، "ودّيّة"/ 1976، "ريح الشمال"/ 1978، "كوشان"/ 1980 وغيرها، كما أن اعماله الأخيرة (التفاحة النهرية، 2011، قصص)و (فاطمة، 2015، رواية) كانت صدرت عن دار راية للنشر في حيفا.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب